الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

ثرثرة!

بعد انتهاء نوفمبر كنت أفكر بالتوقف عن كتابة هذه التدوينات، أعني تدوينات الثرثرة التي لا تحمل رأيًا عن كتابٍ ما أو حتى فيلم ما، لكنها تحوي مجرد خواطر غريبة أو فلسفات عجيبة وردت ببالي، وكأنّ هناك من يكترث بشأنها
ورأيت أن المكان المناسب لهذه الثرثرة هو يومياتي، أو ملفاتي التي احتفظ بها، ولا أطلع عليها أحدًا. فمما كتبت في نوفمبر لا أدري إن أدرك من قرأها أي المواضيع كدت أبكي وأنا أكتب عنها، وأيها كنت أضحك أثناء كتابتها. هذا إن وُجِد من يقرأها أصلاً
لكني عدت وكتبت هنا منذ بضعة أيام لسبب ما! في نشر ما أكتبه شيء من الشعور بالخلاص! شيء من الشجاعة التي تتباهى بها أمام نفسك، ربما لا يوجد قراء فعلاً، لكني كنت شجاعة بما يكفي لإتاحته على الملأ هكذا
هذا مثير للسخرية نوعًا، لأني لا أكتب أسرارًا يوصف إفشائها بالشجاعة، لكن دعني أطري نفسي، فهذا لن ينتقص منك شيئًا

،،

أمس كنت أحدث صديقتي، وسألتني عن صحتي وأحوالي، فأخبرتها أن الوضع لم يتحسن كثيرًا، وبأني متعبة حقًا، وكلما تحسنت من شيء، أصابني آخر، فسألتني ضاحكة مَن هذا الشرير الذي حسدني؟! فسألتها إن كان حسدًا فعلاً، أجابتني بإجابة مطمئنة ألا وهي أن استمرار الأمر طوال هذه المدة يرجح احتمال أنه "عمل"!! 
مما جعلني أضحك كثيرًا، فأنا اعتبر أن يحسدني شخصًا ما دون قصده  احتمالاً واهيًا، فما بالكم لو كنا نتحدث عن شيء يحتاج إلى تخطيط وتدبير وطاقة سوداء مثل "العمل"! 
أهناك حقًا مَن يحسدني على شيء ما؟ لا أنكر نعم الله عليّ فهى لا تحصى، لكن فكرة أن أكون موضعًا لأعين الحساد فهذا حقًا مضحك.. جد مضحك! و يدل على أن الناس لا ترى أبعد من أنفها! هذا يذكرني بالمثل الشهير "بيحسدوا إبليس على اللعنة!"
ولا أدري تحديدًا أي لعنة يحسدونني عليها

،،

مؤخرًا أشعر أن كل مهاراتي تنسل من بين أصابعي، كلها..حتى الطهي! فمثلاً سترى هذه التدوينة مليئة بالأخطاء النحوية التي لا أجد في نفسي بالاً رائقًا لمراجعتها، لأن أمر المراجعة اللغوية بات مرهقًا ويحتاج مني لوقت وتركيز أكثر من السابق
مهارة الكتابة بالإنجليزية تراجعت، منذ شهرين تقريبًا، كنت ملتحقة بأحد الدورات المفتوحة التي تعلمك الكتابة، صحيح أني وجدتها سيئة مقارنةً بأخرى ألتحقت بها منذ عامين، إلى أني أكملتها حتى النهاية، وحتى أصل إلى أسبوع كتابة المقال النهائي. قبل الأسبوع الأخير، تعرض نسخة أولية على زملائك وتتلقى التعليقات عليها، ولقد فعلت
وقبل اعتماد المقال النهائي، جلست لأنقحه فوجدت الكثير من الأخطاء اللغويّة، والركاكة في ترابط المقاطع نفسها. صححت ما استطعت واعتمدته، ورأيت الدرجات التي منحها لي زميلاي اللذان يعطيان الدرجات بطريقة الكورسات المفتوحة التي تضمن تعمية للطرفين. مُنحت درجة نهائية في الجزء اللغوي. مُنحت الدرجة النهائية كذلك في الترابط وجودة المقال. لكن كلاهما لم يرَ ما كتبت موضع تساؤل، بمعنى أنها ليست "Thesis"، ولا يوجد مجال للتساؤل أو المعارضة، فمنحت "صفرًا" في هذا الجانب. لم أنزعج لكني تفاجئت، كان ما كتبته عن "آية" الفتاة اليابانية التي تمكنت رغم مرضها من إيجاد هدفها في الحياة، ونحن الأصحاء نتخبط في حيواتنا، متكلين على طول الأجل، الذي لا يضمنه أحد. ألا يعتبر هذا تساؤلا وجوديًا ما؟!

ما الذي ينسل من بين أصابعي أيضًا؟
مهراتي في الترجمة؟ حبي وحماسي للعمل فيها؟ أجل، أشعر بهذا مؤخرًا. أتخبط كثيرًا ولا أعرف أي قرار يجب أن أتخذ، أو أي اختصاص أفضل فأوجه نحوه جهودي، هل انتظر حتى أبرع فيما أحبه أي الترجمة الأدبية؟ لكن يبدو أن مستواي فيها لن يرضِني قريبًا. أم أتعلم مجالاً جديدًا لا أجد في داخلي أي شغف تجاهه؟ لمجرد أنه الأكثر انتشارًا في السوق. أم أقحم نفسي بتسرع في مجال لطالما كنت أعده شائكًا وأتجنبه
منذ بضعة أيام ترجمت شيئًا لأجل عمل ما، وندمت لذلك ندمًا شديدًا، لم يكن ينبغي أن أدع التزامي بالعمل، يجعلني أتخلى عن شيء أقتنع به. كنت أظن أنه يمكنني تجاهل بعض الأشياء والأخطاء التي أقوم بها. لكني لا زلت كما أنا، كلما شعرت أني ارتكبت خطاءً يصبني الأرق الشديد وإن نمت يغدو نومي متقطعًا إلى حد كابوسي، وتنكمش معدتي ولا تحتمل أي طعام، وأرتجف بردًا مهما كان عدد الأغطية التي تدثرت بها
وأنا صغيرة ربما كنت أخشى من العقاب أو اكتشاف الآخرين للمصيبة التي ارتكبتها، وهذا كان سر توتري. لكن في سني هذا لم يتغير شيء رغم أني من يحاسب ويعاقب نفسي
ربما كان ذلك درسًا لن أنساه أبدًا، وهو "لا تتخلى عن شيء تؤمنين به، لأجل شيء تريدينه بشده. ستكرهين نفسك إن فعلت!"
يذكرني هذا نوعًا بإحدى أغنياتي المفضلات من أنمي ناروتو، أغنية تتر النهاية الأول على الإطلاق، والتي أحبها منذ سمعتها لأول مرة، في شتاء 2008



Don't try to live so wise.
Don't cry 'cause you're so right.
Don't dry with fakes or fears,
'Cause you will hate yourself in the end.



وحينما يرد ببالي اسم ناروتو، يأتي معه الكثير، أهمها شيء تعلمته من شخصية روك لي، طريقة في الحياة لم أطبقها وتتعارض تمامًا مع الأشياء المذكورة أعلاه. لابد أني سأتحدث عن العزيز الملهم "روك لي" يومًا ما، لكن لأؤجل هذا قليلاً، حتى أذكر ما تعلمته منه وطبقته! عليّ أن أتحدث عن ناروتو كثيرًا، ربما يعيدي لي هذا شيئًا من شغفي

،،

هذه الأيام كل صديقاتي اشتقن لي فجأة ويردن لقائي :D ! 
يحدث هذا كثيرًا، أظل شهورًا دون لقاء إحداهن، ثم يتذكرنني كلهن فجأة! مما يعني أني قد أمضي 3 شهور دون لقاء إحداهن، ثم ألتقي بثلاث منهن في أسبوع واحد! منذ بضعة سنوات كنت أرجح أن سبب هذا هو الدراسة والامتحانات، فهن مرتبطات بجدول دراسي وامتحانات، وطبيعي أنهن سيتفرغن في الأوقات نفسها. لكن الآن وبعد انتهاء الدراسة أحتاج لتفسير هذه الظاهرة الكونية

لاحظت مؤخرًا أني أثرثر أكثر حينما أكون مع صديقات أختي الصغرى، رغم فارق السنوات الست بيننا، حاولت البحث عن تفسير محدد، لكن تفكيري لم يسعفني بالكثير، وحينما أسعفني أحد التفسيرات كان مؤلمًا! وهو أني لا زلت أعاني من نفس المشكلات والتساؤلات التي يعانين منها هن، أي أن فارق 6 سنوات، لم يجعلني أسبقهم بمراحل ما في حياتي

بحثت أيضًا عن سبب عدم ثرثرتي مؤخرًا مع صديقاتي، وبأني أذهب أبتلع كلماتي وأعود بها دون نقصان لتسبب لي عسر وجود، ربما لأني لا أجد المناسبة لقول ما أريد! حقًا! إن كانت تحدثني عن حماتها الشمطاء و متاعب الحمل كيف سأحدثها عن مشاكلي الوجودية وتساؤلاتي الفلسفية؟ 
ولا أسخر هنا بشأن الحماة الشمطاء أو متاعب الحمل، بل على العكس، هذه المشاكل واقعية ولها أبعادها المحسوسة والملموسة.
كيف سأنتقل من هذه المشاكل الواقعية المخيفة، إلى مشاكل دخانية اخترعها فراغ عقلي؟ سيبدو هذا غريبًا !

،، 

اكتشفت الآن وأنا أعاين التدوينة أن عنوانها هو "عليك أن تغير حياتك!" كتبت هذا العنوان في الصباح وذهبت لقضاء أشياء أخرى!  كنت أشير بهذا إلى مقال معين أود التحدث عنه إليه جانب أشياء أخرى! ولاحظت الآن أني تحدثت عن الأشياء الأخرى عدا الشيء الأساسي الذي كنت أريد التحدث عنه! 
وفي هذا دليل على شيء ما !! حسنًا ربما سأتحدث غدًا عمّا كنت أريد التحدث عنه اليوم! 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق