السبت، 24 أغسطس 2013

تــذكــر




تذكَّر كلما صلَّيت ليلاً
ملايينًا تلوك الصخرَ خُبزا.
على جسر الجراح مشت وتمشي
وتلبسُ جلدها وتموتُ عزَّا.
تذكَّر قبل أن تغفو على أى وسادة
أينام الليل من ذبحوا بلاده؟
أنا إن مِتُّ عزيزاً إنما موتي ولادة.
قلبي على جُرحِ الملائكةِ النوارس
إنى أراهم عائدين من المدارس
باست جبينهم المآذن والكنائس
كتبوا لكم هذا النداء
وطني جريحٌ خلف قضبان الحصار
فى كل يومٍ يسقط العشرات من أطفالنا
إلى متى هذا الدمار
جفَّت ضمائركم ما هزَّكم هذا النداء
هذا النداء رقت له حتى ملائكة السماء
جفَّت ضمائركم وما جفَّت دموع الأبرياء

،، 





غنى كاظم هذه الأغنية في أول حفلة دُعي لإحيائها في دبي، كانت الأولى بعد حرب الخليج،
 يومها طلب من الشاعر كريم العراقي كتابة أغنية عن أطفال العراق ،
 أنجز كريم الكلمات في الليلة السابقة للحفلة، ولحنها كاظم في الفجر قبل سفره ..
عاتبه الناس حينها بأن تلك حفلتك الأولى في الخليج بعد حصار طويل، 

لِمَ تغني شيئـًا كهذا، لِمَ لا تغني ما يبهج أكثر !! 


،،

سمعت تلك الأغنية من فترة قريبة، ولم أتمالك دموعي حينها، نفس التاريخ البائس يتكرر !
 لا أتحدث عن ملابسات الوضع ومدى اختلافه أو تماثله مع حصار العراق في التسعينات.
ما أجده متطابقـًا هنا  هو بؤس البسطاء والأطفال في أي حربٍ أو محنة ..
ما أجده مشابهـًا هو اللامبالاة المستفزة التي يرقب بها العالم المتحضر موت الأطفال وبؤسهم، 

عن ضمير من بيده الحل وكيف نجح في إسكاته، أو لنقل قتله والتمثيل بجثته ! ..
عن إحساس من ترك بلده حتى لا يرى أطفاله في وضع كهذا، 

وإحساس من منعه الفقر أو العزة من المغادرة ، 
ودومـًا ما يؤرقني سؤاله " أينامُ الليلَ من ذبحوا بلاده؟ " ؟؟؟

،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق