الاثنين، 5 أغسطس 2013

عن البقاء هنا - 1

1

وجودك .. مغامرة !




مِن الصعب حقـًا إحصاء المرات التي وقفت فيها محدقةً في السماء بأمل، علّها تُلهمني الإجابة !
لا أدري كمّ التساؤلات الخرافية التي آتي بها كل مرة، وأعرض فيها  مدى حيرتي وقلة حيلتي اتجاه ما يحدث، لكن لو تحدثت عن تساؤل مشترك كان في عقلي ويطفو على السطح  دومـًا - كلما أغراني بياض الغيوم لملئه بعلامات الاستفهام والتعجب - سيكون سؤالًا واحدًا يتكرر كل مرة !
لِماذا أنا هُنا ؟ أدري أن الإجابة التي ستكون على لسان كل مَن أسأله، أن الله ما خلقنا إلا لنعبده، أعلم هذا، بالله عليك حتى لو لم أكن أعلم فقد حفظت الآية من فرط ما كررتموها على مسامعي، أريد ما بعد ذلك، هذا رأس الجواب  فقط يا سادة..الجملة الأولى، ألا يكملها أحدكم حتى النهاية، وحتى إن تلطف أحدكم وفعل .. أعلم عنادي وأدرك أني سأُشَكِكُ بصحة جوابٍ أتى مِن عقلٍ آخر، مِن وعي يرى بعيونٍ غير عيوني !

والمصيبة أن السؤال يأتي مع أصدقائه مِن نوعية " هُنالك حكمة مِن وجودك في هذا الزمن ؟ " فتكون إجابتي واجمة : ألا يوجد زمن أفضل قليلًا..ثم أكمل لنفسي أن كل الأزمنة دمويّة كئيبة هذا لا يتغير ! وسؤال آخر مثل " لِماذا هُنا ؟ لِمَ لم تكني فتاة أسبانية بشعر أحمر وعينين خضراوين ؟ أو فتاة من اليابان بعيون عسلية وشعر كستنائي ؟ ما الذي ألقاكِ ها هنا؟ ألم تجدي مكانـًا أفضل؟ .. لن تكون إجابتي إلا بنفس الوجوم :أنا لم أختر بالمناسبة .. وينساب في خاطري عدد المرات التي فكرت فيها أنني كائنٌ من كوكبٍ آخر أتى لاستكشاف كوكب الأرض، محى الكوكب الأم ذاكرته، حتى لا يتصرف بغرابة، لكن عقله اللاواعي ظل عارفـًا بالحقيقة، ولا يسمح للكائن بالتأقلم كما ينغي .. علماء كوكبي الأم، هذا لا يُغتفر.. عليكم إتقان عملكم إن كنتم قررتم إرسالي لهذا المنفى ! 

وحتى وجود إثبات أو نفي للنظرية الأخيرة، فأنا قررت البحث عن إجابة، عن سبب وجودي .. رغم كل ذاك الألم، رغم كل تلك الكوابيس المحيطة.. البحث عن جواب لا مفر منه، وريثما أجده، وجودي في حد ذاته مغامرة تُحسب لي، هذا بحاجة لشجاعةٍ وصبر، فليسَ مِن السهل أبدًا البقاء هنا ؟ ألا تتفق معي ؟؟

20/7/2013 

      ،،        ،،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق