الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

أميرة الماس.. سارة





العام الماضي قرأت "الحديقة السرية The Secret Garden   " ولازلت أذكر مدى الحيوية والحماس اللذن أصاباني بسبب قراءتها.. كانت طفولية إلى حد كبيرة ، لكن رغم هذا تماهيت معها أيما تماهي .. شعرت بالغرابة من انفعالي واستمتاعي إلى هذا الحد برواية تصنف كرواية أطفال ! 


ولتكرار تلك التجربة المبهجة قررت قراءة شيء آخر لنفس المؤلفة، فكانت قراءتي لرواية " الأميرة الصغيرة A little princess "   ومع الفصل الأول اكتشفت معرفتي بقصتها ، فلا يمكنني نسيان الآنسة منشن ، ودميتها إيميلي  .. ولسبب ما اختارت شركة الدبلجة تغيير اسم سارة لـ سالي في مسلسل الأنمي الذي تابعت بعض حلقاته منذ زمن .. أذكر مسحة الحزن والبؤس التي تحتويها القصة ، ورغم تبدد أملي ببهجة أثناء القراءة أكملت رحلة سارة، ولم تخيب الكاتبة ظني، رغم الأسلوب البسيط والشخصيات المحدودة، الرواية ممتعة. 


فلا يمكنك ألا تحب سارة، ولن تتوقف عن الاستمتاع بما تختلقه بخيالها لتتغلب على ما أصابها، فبعد ما كانت محط أنظار كل طالبات مس منشن، بعد موت والدها أصبحت أقرب للخادمة، جردتها مس منشن من كل شيء، لكن بقي لسارة خيالها المبهر الذي أصرت فيه على أنها ورغم كل ما يحدث لها ستكون أميرة، وستتصرف كأميرة، فمن السهل أن تتصرف كأميرة وهي في وضعها السابق تمل كل ما تريد من أشياء أو مال وحاشية !

كم سيكون صعبـًا أن تبقى أميرة وهي تُعامل كخادمة من الجميع تقريبا، سيكون اختبارًا حقيقـًا لها ولرغبتها ..بألا تكون أي شيء آخر سوى سارة ..الأميرة سارة، مهما رأت ومهما حدث لها .. حتى لو سكنت في غرفة بائسة وباردة على السطح وحتى لو تلطخت ثيابها بوحل المطر، ستبقى كما هي ! 


انتهت الرواية نهاية سعيدة كالحديقة السرية، وعادت لسارة ثروتها وأصبح رفيق والدها بمثابة أب جديد لها، ولا أرى مشكلة بأن تنهي رواياتها بطريقة سعيدة .. لا داعي لأن نعلم الأطفال منذ البداية أن النهايات السعيدة شيء مستعبد وخيالي !


 كان شعوري أثناء القراءة أن تلك الروايات كان ينبغي قراءتها عندما كنت صغيرة، فمدى ما تمنحه تلك الرواية من أمل على مقاومة كل شيء مهما كان صعبـًا  لتبق كما تريد أنت أن تكون ، حتى لو تحملت النظرة الدونية من الآخرين ، تثابر وتحتفظ بصورتك كما هي رغم أنفهم، هذا شيء ينبغي تعلمه منذ زمن، وقدمته الرواية بطريقة بسيطة إلى حد خلاب !
ستعلمهم سارة كيف يكون الخيال سلاح جبار لتصنع يوتوبيا خاصتك حتى تمر العاصفة، بلا أن تحن رأسك فأنت تتحمل كل شيء بطريقتك وبخيالك، تتحمله باستمتاع أحيانـًا لأنه يثبت لك كم أنتَ صلبـًا ولاتتنازل.. وأنك ستكون يومـًا ما تريد .. كما فعلت هي ! أن تتأ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق