السبت، 1 سبتمبر 2012

بَرِيقٌ . . *



 
تنجذب الحشرات للضوء!
 إذا نظرت لمصباح في مكان تواجدت فيه لرأيت كيف تدور حوله ..
في طقوسٍ أشبه بالطوافِ المقدس !
أنا لا أرى البشر يختلفون كثيرًا عنها .. نحن نطارد الضوء.. البريق،
ولن أندهش إن طفنا حوله ..ولو بشكلٍ غير ملحوظ ! 


للبريق أنواع.. وهذه المرة أتحدث عن بريق " الصفات " !
< لطيف، جميلة، ذكية، وسيم، عبقري، جذّابة، حسّاس، رومانسيّة، لمّاح >
< غبي، حقير، منعدمة الإحساس، استغلالية، فاشل >
تناقض ستلاحظه في مشاعرك عند قراء السطر الأول والسطر الثاني..
ولا يحتاج الأمر لتركيز حتى تدرك كنه المشاعر الإيجابية في البداية والسلبية بعدها ..
للسطر الأول "وصفاته" بريق جذَاب مُغرٍ ولا أنكر أنا نفسي رغبتي في أن أتصف بها ..
وكذلك أيُ شخصٍ طبيعي !
ما يُقلقني ليسَ الرغبةُ في الاتصافِ بها، بل الهوَّة بين الاتصاف الظاهري
والتركيبة الشخصية الداخلية ..
                                          

فكرت يومــًا: ماذا أخسر أثتاء لُهاثي خلف أي من تلك الصفات البرّاقة ؟
 كم ابتعد عني ؟ ما حقيقتها أصلاً ؟
ما عمق هذه القشرة البرّاقة .. وكم منها يلامسني حتى القلب الحقيقي مني ؟
رُبّما تبدو كل تساؤلاتي بلاقيمة للبعض،
لكني أراها تؤثر على المرآة الداخلية للإنسان..مدى وضوحها وصدق انعكاسها ! 


ولا يقتصر الطواف حول الصفات البراقة فقط، بل حول الشخصيات البراقة كذلك ..
- وقد يكون هذا السبب أصلاً في رغبتنا لامتلاك هذه الصفات !-
يقلقني الأمر كثيرًا حينما أجد نفسي ألاحق أحد البراقين ..
- إلى حد أقرب للإدمان .. وبشعور بما امتزج بالحقد ! -
حتى أعود وأتوقف أمام تساؤلاتي عن مدى صدق هذا البريق ؟!
وهل وجودي بجوار البرّاقيين سيجعلني أعكس شيئـًا من البريق أنا أيضـًا ..
وإن عكست .. فهل سيكون هذا البريق من داخلي .. أم مجرد انعكاس لحظي !
يُريبني عشق البشر للبريق، رغم ما لهذا من محاسن ..
وأحيانـًا تحرقني عينيَّ من ملاحقة البريق وتأمله ..
إلى حد يجعلني أخشى عدم قدرتي على رؤيته يومـًا !!
وحينها تحضرني صورة الفراشة التي حرَّق الضوء جناحيها ! 

                                                   ،،  

                                                                                                                     تحت شعار : لا للبشريين ! .. يًتبع ..

هناك تعليقان (2):

  1. > كتبت أكتر من تعليق وكل شوية يقل لأني نسيت حاجة، والنحس مستمر ف1ّ!

    الخلاصة :D
    في ناس برّاقة، بس مفيش بريق خالِص!
    وفي ناس تسعى للبريق، وفي من يسعى للعكس!

    "اعوجاج القوسِ هو عين اكتماله، ولو أنه استقام لما رمى!"

    زي ما بتسألي عن البريق، في السؤال الأصعب، أو هو تعجب قبل ما يكون سؤال، الناس اللي بتسعى للصدأ!
    > جامدة "الصدأ" دي من ناحية الوَقع "^^ !

    متابعة (F)

    ردحذف
    الردود
    1. لاحظي أنه الصدأ لونه نحاسي !
      و ممكن بشري أو آخر يكون شايف فيه نوع من البريق ل6 !
      < في حول حِسي في الصفات كمان ، وحول فِكري عند ناس كتير ..
      مش ضروري كل الحَوَل يكون بصري XD !

      حذف