"لا أستطيع التوقف..أنا خائف
لا يمكنني السيطرة على نفسي.. ماذا أفعل؟
أنظر لي.. تذكرني! " *
تبدأ قصتنا مع "إيي هيون" عالم الجريمة العبقري وهو يستعرض صور جريمة قتل، وصلته الصور مع رسالة بريد إليكتروني، وفيها دلائل على مكان الجريمة التالية..وبين الصور أيضًا رمز يرتبط بماضيه، كانت هذه الرسالة بمثابة دعوة له حتى يترك وظيفته كدكتور جامعي في هارفارد ويعود لكوريا.
وبعد لقاء-أقرب للكوميدي- مع فريق التحقيقات المسؤول عن هذه القضية، يقول لنا أنه عاد ليستأنف قصته، التي تلاشي بعضها بين تلافيف ذاكرته بعد حادث مقتل أبيه... يعود لمنزله القديم ويحكى لنا بداية القصة، التي بدأت كما تبدأ كل الحكايات، بالفتى وعائلته، وبالأحرى أبيه، كان أبوه الطبيب النفسي مسؤول عن التعامل مع المجرمين في السجن، وأحد أولئك المجرمين هو "إيي جون-يونج" ..المجرم الخطير، المشتبه به في عدة جرائم قتل..أو بالأحرى في قضايا اشتباه بالقتل، فالقاتل لم يُخلف جثة بعد ارتكاب جريمته، لكن.. وفي قضية سرقة مثيرة للريبة، وُجِد الدليل الذي أوقع به.
كان والد "هيون" هو المسؤول عن التعامل مع هذا المجرم، وفي إحدى مصادفات القدر دخل الطفل لغرفة نقاش المجرم مع والده، أثناء خروج والده المؤقت منها .. ليتبادل حوارًا هادىءً مع المجرم !
هيون:" أنا أعرفك.. لقد رأيت صورتك مع والدي"
جون-يونج: "هل أنا مخيف؟"
هيون: "أنتَ لست مخيفًا..لكني أشعر بالفضول."
جون-يونج: "بشأن ماذا؟"
هيون: "كيف أصبحت شخصًا من هذا النوع ؟"
جون- يونج: "أنا؟ ... وأي نوع من الأشخاص أنا؟"
هيون: امممم... شخصٌ مختلفٌ عن الآخرين؟
حينها يحدثه جون-يونج عن صغار البط، وصغار القردة! وعن الساعات أو السنوات الأولى في حياة الحيوانات أ والإنسان، والتي اسماها "الفترة الحاسمة" حيث يتبرمج الدماغ على معلومات معينة ليس من السهل تغييرها.
للحوار بقية أيضًا، فيها يخبر كل منهما سرًا عنه للأخر، ويختتمان اللقاء بوعدٍ - لم نعرفه وقتها- يعده المجرم للطفل.
في الدراما، جرائم قتل كثيرة، لأن الدراما لن تكمل الحلقات الستة عشر إن ظلت الحبكة الأساسية هي التي تُسيّر الأحداث فقط، بعض هذه الجرائم تمت بصلة لـ "هيون" وقصته، وبعضها لا.. رغم ذلك لم أشعر بالملل أثناء المشاهدة، وربما يساعد على ذلك وجود بعض الرومانسية والمقاطع الكوميدية التي تخفف قليلاً من قتامة الأحداث.
<< رغم أني أحبها قاتمة تمامًا XD !
لكن المختلف بشـأن هذه الدراما هو كيف تناولت فكرة المجرم أو القاتل المتسلسل، فنحن هنا لسنا بصدد شخص تعرض لضغط ما فلم تتحمل أعصابه فذهب لينتقم ..يعميه غصبه ثم يندم على فعلته. ولن نرى أيضًا فكرة القاتل المتسلسل الذي خانته زوجته الشقراء، فذهب ليقتل كل الشقراوات الذي يلتقي بهن فيرتكب جريمته والزبد يسيل من شدقيه .. للجريمة المتسلسلة هنا تكنيك وأبعاد، للوحش الذي أنطلق يقتل "سنوات حاسمة" مثيرة للاهتمام، ومبدأ للقتل يكاد يقنعك بأنه ليس بذلك السوء!
لو توخينا الدقة فهناك في الدراما قاتلين لهما علاقة بالقصة الأساسية -أحدهما "جون-يونج"- ..وأعترف أني أحببت أحدهما، ولم أستطع كره الآخر!
يكمل "جون- يونج" حديثه مع "هيون": هناك طفل وُلد جميلاً. وقال الآخرون :"يالجماله" .. "كم هو جميل"، فأصبح يرى نفسه جميلاً. وهناك آخرون أغبياء منذ ولادتهم.وأصبحوا أغبياءً لأن الآخرين دعوهم بالأغبياء. وأيضًا.. هناك مَن كانوا وحوشًا منذ ولادتهم، يراهم الناس وحوشًا، ويدعونهم وحوشًا، لذا أصبحوا وحوشًا.
بماذا يدعوك والدك؟ كيف يراك؟ "
فهناك بعض الأشياء الغامضة التي تدور في منزل الطبيب النفسي، وطفليه الصغيرين..بعض الكائنات الصغيرة المقتولة، رسومات غريبة تميل للعدوانية هنا وهناك، والطبيب النفسي الذي يرى "هيون" متلبسًا بدفن جثة حيوان صغير.
الدراما مليئة بالتشويق والأسئلة التي ستجيبها الأحداث المتسارعة نحو النهاية، لكني رأيت فيها أيضًا الكثير من التساؤلات عن الوحوش وكيف خُلقوا..ستجعلك الدراما تتساءل من جديد التساؤل الطفولي الذي طرحه "جون يونج" في الحلقة الأولى: لماذا يؤذي الناس الآخرين ؟؟ لكن أيضًا... لماذا لا يمكن لهم أن يؤذوا الآخرين؟"
ستجعلك تتساءل كيف كانت "السنوات الحاسمة" في طفولتك؟ وأي نوع من الوحوش بداخلك؟
وتتساءل هل الوحوش وحوش حقاً..أم يمكنك أن تلتقيهم مُرّحِبًا؟؟
* من أغنية الدراما "Remember" غناء "Dear Clould"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق