السبت، 23 يونيو 2012

ثَورَجِي .. عن بُعد !





بعد موجة الثورات العربية .. ما سُمِّي -على سبيل التفاؤل- بالربيع العربي، اعتبر الجميع شبكات التواصل الإجتماعي أحد أبطال الثورة،  فـ " المظاهرة أم إيفنت " يوم 25 يناير بدأت من الفيس بوك ! 

رُبَّما كان هذا صحيحـًا، فتلك الشبكات لعبت دور المنظم و الحاشد، لكن بعد الاندلاع الحقيقي للنيران لم يعد الفيس بوك مَن يحشد الجمهور، بل إتخذ دورًا جديدًا وأصبح مَن يتحمل كمية الآراء و الخلافات و السخريات والدعوات كأنما واجهة الموقع المسكين تلطخت ببقع قيء كبيرة من حالة غثيان سياسي مِن الجميع ! 

الكل يملأ حائط صفحته بما يُريد و يترك النيران للبقية، أصبح الفيس بوك " منبر مَن لا منبر له "،
 قد يراها البعض ميزة، وأراها أنا تفريغ لحالة عجز قاتل و تأنيب أليم يشعر به " الثورجية الفيس بوكيين " إن صح التعبير.. لا أنتقص من قدر أحد ها هنا، ولا أعمم فالبعض ثورجي عن بعد ..وعن قرب كذلك ! 

لكن على سبيل التفريغ ببعض الكلمات لا أكثر، أنا لم أجد كل هذا مُجديـًا، لا الحسابات الوهمية، ولا الحسابات الحقيقة،
لا الحديث عن الثورة و الثوّار ، ولا كتابة خواطر ثائرة و إرسالها لصفحات مختصة بذلك ..
 لا شيء عالج حالة الغثيان السياسي/الثوّري التي أعانيها !
 ما يحدث أكبر من كل هذا .. لا شيء يخفف مرارة العجز أو يقلل حدة الألم، 
لا ألف تعليقٍ وسطرٍ ثائر ولا ألف دعوةٍ على جائر ! 

لاشيء .. فقط يزيد الأمر ألمـًا و تزداد الرؤية سوادًا .. 
لأن كل هذا لم يغير من الأمر شيئـًا، و أصحاب القرار و التأثير أنفسهم في عوالم وردية أخرى ! 
ليت الأمر كان بهذه السهولة و تتوقف المذابح أو تنتهي حالات البؤس التي يعانيها عالمنا العربي الآن ! 

نهايةً .. أعلن فشلي في أن أكون ثورجية عَن بُعد .. للأسف !!

هناك تعليقان (2):

  1. معاكِ جدًا!
    والموضوع مش ع الحدود النتيّة فقط، الكلام بوجه عام غالبًا بيضبّب الصورة أكتر، ولو له فايدة فالفايدة مش ف صف المصلحة العامّة - غالبًا برضو ل6 - XD
    أضف إلى ذلك إن الثورة بقت رأي، وثقافة اختلاف الرأي لا يُفسد للودّ قضيّة مثاليّة لحدّ التطرف/التوهّم ل6

    أنا بقيت أتعامل مع الفيسبوك ع إنه مدونة جماعيّة كبيرة ضض2

    ردحذف
    الردود
    1. كل الناس بقت عايشة دور الخبير السياسي XD !
      و دا شيء يفقع أصلاً XD !
      ناهيكِ عن تفريغ الشعور بالعجز وقلة الحيلة على صفحات النت >< !

      ما هي بقت كدا فعلاً ض2 !

      حذف