عودة لتلك الاعترافات المعلّقة مرة أخرى –وربما
أخيرة- فهذين الاعترافين فجرا بداخلي الكثير بشأن علاقاتي البشرية، لأرى مجددًا
ما فيها من مزايا وتناقضات. وكما كُتب في إحدى الاعترافين "أكره أن أكون
وحيدًا، لكني بشكل ما دومًا وحيد!" حينما قرأتها للمرة الأولى فلت لنفسي كاتب
هذه العبارة لا يفقه شيئًا عن الوحدة ومنافعها، فشخص مثلي يختار الوحدة لشهور
طويلة يدرك كيف يمكن أن تؤثر إيجابًا على الاستقرار النفسي، وفاعلية التفكير،
وإيجاد الصوت الداخلي، لكني تذكرت أن تلك الوحدة الاختيارية إن طالت تصبح عواقبها
وخيمة أحيانًا، فبعد حالة الاستقرار النفسي تلك، التي جعلتك تفكر وتجد صوتك
الداخلي، لا يصبح أمامك سواه.. أجل أتحدث عن الصوت الداخلي، فإيجاده لن يحل
المشكلة كما تتخيل، بل قد يبدأ بسلسلة طويلة من المشاكل! فالصوت الداخلي ليس ملاكك
الحارس الذي سيقودك بحكمة عبر المصاعب التي تمر بها، صوتك الداخلي قد يكون شيطانيًا،
قد يكون غبيًا! وأحيانًا يكون كل هذا معًا، يمكنك اعتبارها حالة معقدة من الـ D.I.D الداخلية لكنها لم تصل إلى حد ظهور أعراض على
عائلها الأساسي. ولأني أدرك أن الوحدة ليست دائمًا هي الإجابة الأفضل فأعود لأمد
مجساتي لأتحسس من لا زال حولي من أصدقاء، هل غادروا كلهم؟ هل هناك من يتقبل ذهابي
وعودتي دون اعتبار هذا طمعًا مني؟
ولحسن الحظ أجد البعض، والآن يمكنني معرفة ثلاثة أو أربعة أشخاص، أعتقد أن لديهم الصبر لتحمل تلك الحلقة المفرغة التي أعيشها، الرغبة في التقوقع، ثم كسرالقعوقعة والعودة لهم مجددًا.
ولحسن الحظ أجد البعض، والآن يمكنني معرفة ثلاثة أو أربعة أشخاص، أعتقد أن لديهم الصبر لتحمل تلك الحلقة المفرغة التي أعيشها، الرغبة في التقوقع، ثم كسرالقعوقعة والعودة لهم مجددًا.
بعد الوحدة الطويلة وكسر القوقعة، أجد نفسي راغبة بالمزيد من التواصل البشري، الأمر شبيه بمن كان يتبع حمية غذائية على الرغم منه، وبمجرد أن ينتهي جدول الحمية يترك لنفسه العنان، ما سيحدث حينها هو التخمة بالتأكيد!
ولأني شخص لا يحب أن يُصاب بالتخمة، على اختلاف أنواعها، وضعت لنفسي بعض القواعد، لأخرج من قوقعتي وأدخلها بأقل قدر من الخسائر.
القواعد هي:
- لا يمكنك عقد صداقات مقربة مع أشخاص كُثر، كلما كان الأشخاص المقربين أقل، كلما كانت العلاقة أقرب للمصداقية والاستمرارية، وإن كانوا قلة يمكنك التواصل معهم حتى وأنتِ في مرحلة التقوقع!
- لا تقتربي من أي شخص أكثر مما ينبغي، إن كبَّرت الصورة كثيرًا سترين كل عيوبها، لا داعي لأن تفعلي هذا، وتفسدي جمال ما ترينه.
- لا تدعي أي شخص يقترب أكثر مما ينبغي، حتى لا تفسدي جمال ما يرونه.
- لا صداقات أبدية، الصداقة ستنتهي يومًا، وغالبًا سيحدث هذا بطريقة الموت البطيء، الأمر مؤلم، لكن هكذا هي الحياة، ستعتادين الأمر مع الوقت.
- لا يمكنك عقد صداقات مقربة مع أشخاص كُثر، كلما كان الأشخاص المقربين أقل، كلما كانت العلاقة أقرب للمصداقية والاستمرارية، وإن كانوا قلة يمكنك التواصل معهم حتى وأنتِ في مرحلة التقوقع!
- لا تقتربي من أي شخص أكثر مما ينبغي، إن كبَّرت الصورة كثيرًا سترين كل عيوبها، لا داعي لأن تفعلي هذا، وتفسدي جمال ما ترينه.
- لا تدعي أي شخص يقترب أكثر مما ينبغي، حتى لا تفسدي جمال ما يرونه.
- لا صداقات أبدية، الصداقة ستنتهي يومًا، وغالبًا سيحدث هذا بطريقة الموت البطيء، الأمر مؤلم، لكن هكذا هي الحياة، ستعتادين الأمر مع الوقت.
لذا لا يصعب الاستنتاج أن أصدقائي المقربون
عزيزون جدًا على قلبي، وأعتبرهم للكنز أقرب، ولا يصعب استنتاج أيضًا أني مهما حاولت
منع نفسي من ذلك..أنا أتعلق بهم بشدة، وحتى لو كنت أعلم أن وجودهم في حياتي ليس أبديًا،
وحتى لو كان تفهمي شديد لحريتهم في الذهاب والعودة كما يشائون، فأحيانًا تخرج مني
بعض التصرفات التي تخالف هذين الاعتقادين، أتصرف أو أقول شيئًا أنانيًا قد يتسبب
بشرخ العلاقة، شرخًا يجلب شروخًا أخرى فيتهاوى ما بنته السنين، وهذا يجعلني أكثر
ترددًا في التصرف والتواصل فيما بعد.
حان الوقت للحديث عن الاعتراف الثاني،
"لا أدري لماذا عليّ إبهار الآخرين دائمًا.. هذا غباء!"
ولأن العلاقات تنتهي وتفشل ببطء، ابدأ بتحليل الأمر أحيانًا! لماذا؟ أعلم أن هذا ما سيحدث يومًا ما، لكن لماذا الآن؟
لماذا بهذا البرود؟ لماذا أنا وليس شخصًا آخر!
وكطفلة في السادسة من عمرها، بكل قصورها في التفكير، وقلة تقديرها لما يمر به الآخرين، يبدأ اعتقاد يترسخ بأني السبب في الأمر ! ربما لأني لم أكن صادقة كفاية، لم أكن منتبهة كفاية! وغالبًا السبب الذي يحتل رأس قائمة الأسباب أني لست مبهرة كفاية! ربما لو كنت أكثر إبهارًا، أكثر إنجازًا، أكثر ذكاءً، لما حدث هذا! ربما حينها يكون لمعرفتي قيمة أكبر، ويكون لي وزنًا أثقل..لا يجعلني أول من يُطيح به عنف المرور بمنعطفِ جديد!
ولأن العلاقات تنتهي وتفشل ببطء، ابدأ بتحليل الأمر أحيانًا! لماذا؟ أعلم أن هذا ما سيحدث يومًا ما، لكن لماذا الآن؟
لماذا بهذا البرود؟ لماذا أنا وليس شخصًا آخر!
وكطفلة في السادسة من عمرها، بكل قصورها في التفكير، وقلة تقديرها لما يمر به الآخرين، يبدأ اعتقاد يترسخ بأني السبب في الأمر ! ربما لأني لم أكن صادقة كفاية، لم أكن منتبهة كفاية! وغالبًا السبب الذي يحتل رأس قائمة الأسباب أني لست مبهرة كفاية! ربما لو كنت أكثر إبهارًا، أكثر إنجازًا، أكثر ذكاءً، لما حدث هذا! ربما حينها يكون لمعرفتي قيمة أكبر، ويكون لي وزنًا أثقل..لا يجعلني أول من يُطيح به عنف المرور بمنعطفِ جديد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق