بعد موجة الثورات العربية .. ما سُمِّي -على سبيل التفاؤل- بالربيع العربي، اعتبر الجميع شبكات التواصل الإجتماعي أحد أبطال الثورة، فـ " المظاهرة أم إيفنت " يوم 25 يناير بدأت من الفيس بوك !
رُبَّما كان هذا صحيحـًا، فتلك الشبكات لعبت دور المنظم و الحاشد، لكن بعد الاندلاع الحقيقي للنيران لم يعد الفيس بوك مَن يحشد الجمهور، بل إتخذ دورًا جديدًا وأصبح مَن يتحمل كمية الآراء و الخلافات و السخريات والدعوات كأنما واجهة الموقع المسكين تلطخت ببقع قيء كبيرة من حالة غثيان سياسي مِن الجميع !
الكل يملأ حائط صفحته بما يُريد و يترك النيران للبقية، أصبح الفيس بوك " منبر مَن لا منبر له "،
قد يراها البعض ميزة، وأراها أنا تفريغ لحالة عجز قاتل و تأنيب أليم يشعر به " الثورجية الفيس بوكيين " إن صح التعبير.. لا أنتقص من قدر أحد ها هنا، ولا أعمم فالبعض ثورجي عن بعد ..وعن قرب كذلك !
لكن على سبيل التفريغ ببعض الكلمات لا أكثر، أنا لم أجد كل هذا مُجديـًا، لا الحسابات الوهمية، ولا الحسابات الحقيقة،
لا الحديث عن الثورة و الثوّار ، ولا كتابة خواطر ثائرة و إرسالها لصفحات مختصة بذلك ..
لا الحديث عن الثورة و الثوّار ، ولا كتابة خواطر ثائرة و إرسالها لصفحات مختصة بذلك ..
لا شيء عالج حالة الغثيان السياسي/الثوّري التي أعانيها !
ما يحدث أكبر من كل هذا .. لا شيء يخفف مرارة العجز أو يقلل حدة الألم،
لا ألف تعليقٍ وسطرٍ ثائر ولا ألف دعوةٍ على جائر !
لاشيء .. فقط يزيد الأمر ألمـًا و تزداد الرؤية سوادًا ..
لأن كل هذا لم يغير من الأمر شيئـًا، و أصحاب القرار و التأثير أنفسهم في عوالم وردية أخرى !
ليت الأمر كان بهذه السهولة و تتوقف المذابح أو تنتهي حالات البؤس التي يعانيها عالمنا العربي الآن !
نهايةً .. أعلن فشلي في أن أكون ثورجية عَن بُعد .. للأسف !!